الأستاذة ناهد سليمان توميه
دفتر التوقيعات
ما أصعب أن نعيش حياتنا بأكملها تحت رحمة منبه الساعة المعلقة على حائط الزمن .. تنهض من نومك في كل صباح مترنحا على صراخ منبه الساعة الصادم الصارم ، تاركا وراءك أحلامك الوردية تغض في نوم عميق تحت غطاء سريرك الدافئ تأبى أن ترافقك بعد أن رجعت إليك روحك الهائمة على أعقابها وإستقرت في جسدك . ثم بعد ذلك تسير ببطء مجرجرا قدميك المثقلتين لكي تجهز بقية جسدك المتعب للخروج إلى العمل وما زالت عقارب الساعة تترقبك وتتصيدك وأنت تنظر إليها , تراقب دقاتها في كل لحظة وكأنها تحصي دقات قلبك في عمرك المتبقي . كل تفكيرك وهدفك في هذا اليوم كما هو في كل يوم كما هو في كل سنين حياتك الغابرة هو أن تسير مسرعا في الطريق من دون أي مفاجآت أو مطبات عابرة تكون سببا في تأخيرك عن العمل ، وما زالت عقارب الساعة تترقبك قبل أن تصل أخيرا إلى عملك لتجد دفتر توقيعات حضورك وإنصرافك قد إختبأ بين أدراج رئيسك في العمل قبل بضع دقائق فقط من وصولك وكأن حياتك كلها لا تساوي ثمن هذا الدفتر المهترئ .
Commentaires
Enregistrer un commentaire