الشاعرة المتألقة ليلى ابراهيم الطائي

///،،بلادُ الرافدين،،///نثر///

كنتُ جامعةً فيك ضياءَ الفَجرِ وعبيرَ الزَهرِ،،،
وعندَ الضفافِ مراكِبُ الآمالِ تَمخُرُ عُبابَ البَحرِ،،،
وفيروزَ الشطآنِ تعزفُ للأحلامِ لحناً بعذوبة النهر،،،
وبيارقُ الريح تهبُ بِنسيمٍ لاحَ بأروَعِ فَجرِ،،،
فالغَدُ مارَسَمتهُ الليالي في غياهبِ القَدَر،،،
بِخُطى الشَبابِ سِرنا سَيرَ الأينُقِ الرُسُمِ،،،
فَبيداءُ العُمرِ تارةً تَسيرُ على شَوكٍ،،،،،
وأخرى على حقولِ زَهرِ،،،
لكنَّ الدَهرَ بانت أنيابهُ في ليالٍ عُسرِ،،
فغادَرَنا الهناء على غَيرِ عودةٍ في ليلٍ بلا قَمَر،،،
وسَكَنَت البَوادي ذئآبٌ ووحوشٌ،،،،
أحالَتهُ قفراً على قَفرِ،،،
ياوَيحَ ايّامَنا الخَوالي غادَرَت ولن تَعودَ،،،
فَخَلا الزَمانُ من بَيارقِ الخَيرِ،،،
والوَفاءُ غادَرَ ديارَنا معذوراً على كِبرِ،،،
فلا الإحسانُ غالبٌ ولا السَنا يَحمِلُ بَشائرَ يُسرِ،،،
شَيّعناكِ ياراهبةَ الشعوبِ بتابوتٍ بلا كفن،،،
فعيونُ الحَقِ أغمضت الأجفانَ بعدَ طولِ سَهَر،،،
لاحرية بعد اليوم والكل برسم القهر مرهون،،،
لا زال لزغب الحواصل انتظار لهطول المطر،،،
فقد غاب الماءُ عن بيادر القمح،،،
والنُخَيلاتُ مَحنيةُ الرأس لا عثقٌ ولا تَمرُ،،،
غادَرَ الماءُ أرضَ الرافدين وَجَفَّ الجَدوَلُ،،
فغدت بالخَواءِ عَليلةٌ،،،
تَسفُها الرياحُ اَمامَ الناظِرِ،،،
غدت الحياةُ امتهانٌِ بغَلَبَةِ الهوان،،،
في مدينتي سَكَنَ الأحياءُ مقابراً،،،
نَسَجَها القَدَرُ عند المغيب،،،
فغابَت ملاعِبُ الطفولةِ مع غيابِ الأَمَل،،،
وتَدَثَّرَ الشوقُ الطفولي بِدثارِ الكُهولة،،،
///ليلى ابراهيم الطائي ///

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

الشاعرة المتألقة رسل ليث نوفان

الشاعرة المتألقة ريم يونس

الشاعرة المتألقة إبتسام سعدو