الشاعر القدير عيدان ال بشارة
***** خربشات تحت السُخْنة ****
جميعنا نعلم بأن الراعي حينما يُصَحْصِحْ تنام الرعية بأمان !!.. وحينما تغلبه شِقْوتَه وموت الضمير ، تروح الرعية في " شربة ميّه " كما يقول المثل الذي علّمتنا إياه اللهجة العاميّة المصريّة الشامخة !!..
هذه اللهجة التي كانت العامل المشترك بين جميع لهجات المجتمعات العربيّة والتي نقلها لنا عمالقة الفن العربي أمثال رياض القصبجي وعماد حمدي ورشدي أباضة وشادية التي كانت خلف عبد الحليم و " سوق على مَهْلَكْ سوق بُكره الدنيا تروق " ومن هناك كوكب الشرق أمّ كلثوم وفريد الأطرش والمنلوجست شفيق جلال .. الخ
بحقٍّ رعاة !!.. صحصحوا كويس حتى كنّا نستظل بظلال الثقافة المثلى التي رسخوها في أدمغتنا دون عناء أصابنا !!..
بهذا تأكدت نبوءة شادية بأن المستقبل كان قد راق !!.. ولَم يكَدْ أنْ يروق!! ..
فمازال أبو زيد يفتل بعضلاته والمنضدة المستديرة تصفق له كما يقول المثل العراقي ( ألعركة خِلصَتْ وبعده يِتْحَزّم )!!.. فأفِلَ وأفِلَتْ الرعيّة !!
إستخلصت أنا بشحمي ولحمي بأن اللهجات وإن أصيبت بالمؤثرات المفروضة حتى أصبحت تقال بألفاظ مختلفة الا إنها تحكيك ذات المعنى !!.. وبهذا فإن ثقافتنا نرتشفها من نهر جاري عذب فرات سائغ شرابه !!.. ومفاتح هذا النهر زمامها بأيدينا ومن خلال منافذ المضايق التي تطل على العالم الخارجي !!.. حتى أمست مدننا الساحلية هي المرافىء ألمرجوّة للتبادل التجاري والثقافي !!
هذا بمعنى ثقافة راعية للعالم بحكم الحضارة العربية والإسلامية التي صنعها القادة العظام كرعاة !!..
حتى نجحت المجتمعات الإفرنجية بتطورها العلمي والتجاري والتسويقي بعد أن إقتاتوا على ثقافة ذلك العربي الراعي الخالد !!..
أما نحن الْيَوْمَ فأمسينا " بظل حيطة ولا ظل راجل "
لا تنزعجوا مني .. فهذه مقدمتي وليست مقدمة ابن خلدون !!.. كوني لا أطول !!
أخذتنا العقود والأزمان .. ولَم نسترح !!.. فالأجنحة التي تظلنا أصابها الخمول والركود والسبات .. ولَم تُصَحْصِحْ !!..
حتى الضفادع حينما تنقنق بسمفونية النقنقة تنذرنا بأن الربيع قادم !!..ونحن بلا رعية تنتظر أي ربيع قادم !!..
وبذلك عاشت الأوطان والأطرش بلا جدوى اقتصادية في أغنية الربيع ..
( أدي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره
وفين حبيبي اللي رماني من جنة الحب لناره )
كلما احاول ان أنتقي الكلمات لأخترق الواقع أَجِد نفسي مازلت في المربع الأوّل !!..
تأخذني السلالم لأرتقي !!..تقرصني الأفعى فتهوي بي حتى لا اجد من يقول لي شبيك لبيك لنسافر سويا في إعادة مجد الأجداد !!.. فمات الأجداد وهم يتحسرون على أبناء لا يعرفون غير لغة التقليد وموت لغة الإبداع !!..
Commentaires
Enregistrer un commentaire